Paranoia - جنون العظمه, a photo by Moe' Megalli on Flickr.
جنـــون العظمه ....
Paranoia ------
كائن بشري يخيل اليه انه كلف مهمة لا يقدر عليها سواه. وانه يملك طاقات فكرية لا يملكها أحد. والحقيقة انه يملك مقدرة واحدة هي ازدواجية الخداع: خداع النفس وخداع الآخرين. وهي لعبة لا تنتهي إلا بإبادة الفريقين.
لم ينته هتلر منتحرا إلا بعدما نحر في ألمانيا آخر حجر ودفع الى الموت آخر شاب.
ولم يشنق موسوليني في ايطاليا إلا بعد اغراقها في الذل والموت.
ولم يمت ستالين إلا بعدما وضع الأسس لترميد الاتحاد السوفياتي.
دائما، دون أي استثناء في التاريخ، يقود جنون العظمة أو عمى البصيرة، الى كوارث وطنية لا حد لها. ودائما تفيق الناس بعد فوات الأوان بزمن طويل. ودائما يتحدث القائد الملهم وجماهيره وقمصانه وألوانه وشعاراته لغة واحدة: هو فوق الجميع. وهو هبة الله الوحيدة لقوم كانوا ينتظرون. وهو له مسحة ليست للبشر. واذا لا بد من مقارنة فهو لا يشبه والده وليس معما او مخولا كما اشتهى عنترة، وانما هو يشبه سلسلة طويلة من عظماء هذه الأرض. أو بالأحرى هو هم جميعا تقمصهم وتقمصوه ولم يبق للناس سوى ان تفعل ما تفعله: الانحناء.
كانت لدى غوبلز، وزير اعلام هتلر، قاعدة واحدة لا تتغير: اولا، اكذب دايما، لأن الجماهير لا تميز. ثانيا كذِّب دائما ما يقوله سواك. ثالثا حاول ألا تترك أحداً آخر يتكلم. رابعا ليس مهما متى تنتهي الأوطان الى الخراب وتنتهي انت الى الانتحار: في ملجأ فولاذي أو معلقا في شجرة على ساقيك.