السبت، 7 أبريل 2012

حـَـلـِـل الخـَـمر أولاً .. ثم إسقني






في بلاد المؤمنين .. لايجوز حتى الهمس .. فالله دائماً مستعداً ومتأهباً للغضب .. رغم أنه يصف نفسه بأنه غفور رحيم .. نـُـصر نحن أن نصفه فقط بأنه غضوب جبار ذو إنتقام شديد
في بلاد المؤمنين .. أن تدعي الألوهية أهون من أن تصيح أين حقي .. فالمطالبة بالحقوق تـُـغضب ولي الأمر دائماً .. ثم يغضب الله له تـِـباعاً .. إذاً أن تدعي الألوهية سيغضب الله وحده .. ولن يهتم ولي الأمر
في بلاد المؤمنين ..
يـُـعرف ولي الأمر أنه أي شخص وضع في منصب مسئول .. بدأ من الأب و إنتهاء بالحاكم .. وبينهما مليون ولي أمر يجلدون ظهرك كل يوم .. وليس لك إلا أن ترضى حتى لا يغضب الله فتكون من الأثمين
في بلاد المؤمنين .. عـُـقـِـد النـِـكاح بين السياسة و الدين بميثاق غليظ .. فلا و لن ينفصلا و إن تمت التضحية بالشعب .. فأن يتهالك وطنً كامل أهون عند الله من أن يـُـحكم بدون سياط .. لهذا نجد رجل الدين يـُـحرم المظاهرات .. و رجل السياسة يمنع مناقشة العلماء
السياسة في بلاد المؤمنين .. تـُـدار بالهمس .. لهذا تتوالى المفاجآت دوماً و الصدمات و الفجعات على رأس المواطن .. فكل أمور الدولة لا تـُـقرر إلا في غرفً مـُـغلقه .. يحرسها أشداء ليمنعوا الشعب من معرفة ما سيؤول إليه غدهم .. فأعظم الذنوب هنا هي محاولة المشاركة في القرار
المال في بلاد المؤمنين .. ليس للمؤمنين إنما لولي أمرهم .. إن شاء أعطاهم و إن شاء منعهم .. وفي كلتا الحالتين ليس لهم إلا تقديم أسمى عبارات الشكر و العرفان .. فالوطن مزرعة و المواطن مملوك و المالك ظل الله في الأرض .. من الطبيعي إذاً أن المال لن يـُـصرف إلا كمـِـنة و هـِـبة و تكرماً من ولي الأمر
لهذا لن يلتفت الله إلى المواطن عند تقسيم أجور الصدقات التي يتبرع بها ولي الأمر لصالح غانيات لبنان و المغرب 
لهذا لا يجد المواطن ما يتصدق به في وطنً يتباهى كل يوم أنه من أغنى الأوطان 
العدل .. الحرية .. المساواة .. شعارات كتبها الشيطان الرجيم في دستوره القديم .. بهدف تشتيت لم الجـَـمع الذي حافظ عليه ولي أمر المؤمنين بعدله و حـِـكمته
العدل .. إن الله لا يرضى أن يسكن طويل العمر في قصر واحد لكي يحصل العامي على بيت شعر يأويه .. فقد إعتاد طويل العمر أن يكون له في كل شارع قصراً يتباهى به .. و ليذهب العدل و ليذهب المواطن إلى المزبلة
الحرية .. تحمل معنى خبيث .. حيث من الممكن أن تفتح الباب أمام المواطن أن يقول ما يشاء في حق من أخطاء .. فتتحول لحوم العلماء المسمومة إلى لحومً منزوعة السـُـم .. يتحولون من أفاعي تلدغ من ينتقد .. إلى بشراً يتقبلون النقد
المساواة .. معنى إذا ما طـُـبق في الوطن سيشعر المترفين بالقهر .. شعوراً ناتج عن عدم إستساغة رؤيتهم لذواتهم كبشر 
قال لي وهو مخموراً .. أذكر لي أبرز الأخلاق في بلاد المؤمنين ؟ 
قلت .. سجل 
الكرم .. العفو عند المقدرة .. أبواب ولاة الأمر دائماً مفتوحة .. الشجاعة .. الإقدام .. الوعي و النباهة فنحن نعلم كيف ستكون المؤامرات قبل أن تتبادر إلى عقول منفديها
قال لي وقد صحى .. عليك وعلى كل أنواع التدليس .. لعائن الله تترى .. إنكم يا دعي لستم سوى قوماً منافقون .. نصفكم مـُـغيب من أثر الإنغلاق .. و النصف الأخر بمعية الشيطان يحيى
الله يا غبي ليس أداة في يدي المـُـفسدين .. ولا يرضى أن يـُـذكر إسمه في بلاد من العار أن تلتصق بالإيمان 
ليس هنا من أخلاق تسري إلا خـُـلق وحيد .. مبدائه " نفسي نفسي و من خلفي الطوفان " .. و القانون لا يحمي المغفلين و المفارقة أن المغفلين دائماً من المواطنين
لهذا عندما يـُـسرق المواطن .. يـُـعنـِـفه الأمن بعبارة " الحرص واجب " 
بينما لو سـُـرق الأمير .. فوراً سيـُـكتشف الفاعل و إن لم يـُـوجد سيتم تلفيق التهمة بظهر أي إبن كلب 
في بلاد المؤمنين .. نوعين من الكائنات .. أحدهما مواطن و الأخر سلطان .. وليس هنا إنسان 
في بلاد المؤمنين .. يتم بناء جامعة أو مستشفى بأمر و توجيه رشيد من الحكومة .. ولا أحد يعلم بأمر من تغدوا الجامعة منار جهل .. و تتحول المستشفى إلى دار عزاء
في بلاد المؤمنين .. الله و السلطان و جهان لعملة واحدة .. والشيطان يضحك من قريب 
في بلاد المؤمنين .. يـُـقسمون لك بالله أن كل القضاة من أهل الجنة .. ولا أحد يعلم من أين سيخرج قاضيا النار 
في بلاد المؤمنين .. العدل و الحرية و المساواة شعارات تسوق رافعها إلى الإعدام .. رغم أن الجميع يتباهون بها في الإعلام 
ثم سألته .. ماذا تشرب ؟ 
قال .. لا أعلم قد أصبح الكأس في دمي .. عله يقودني إلى نسيان همي 
فهذا وطنً لا أعرفه .. الله فيه يـُـناصر المـُـستبد .. و العدل فيه رديف الغباء 
فلا تسألني عما أشربه .. إنما إسألني تشرب نـُـخب من ؟ 
فسألته .. نـُـخب من ؟ 
قال .. نـُـخب التعاسة .. كشعار عـُـلق على مداخل الوطن .. نـُـخب الظـُـلم الذي يسري على الجميع بإستثناء المفسدين 
قلت مـُـشفقاً .. هلا بحثت عن مخرجاً شرعياً تـُـحلل على أثره شرب الخمر .. فتسكر و لا تقع في الحرام ! 
قال .. يا غبي إن ما بين يدي ليس سوى كوب ماء .. فأنا لم أشرب الخمر يوماً .. ومعاذ الله أن أرتكب جـُـرماً 
إنما أنا الذي قد سكـِـر بلا كأس .. وما أسكرته إلا ملامح الحياة 
قلت .. هات إذاً .. علمني كيف أذهب عقلي بخمراً حلال 
قال .. المسألة سهلة .. إفتح الجريدة التي أمامك .. إن رأيت صورته وهو يتبرع بكذا مليار فداءً لغانيات بيروت .. بينما المواطن يغرق في الديون .. أو رأيته يرفع اللص إلى مرتبة وزير .. أو إذا قرأت عن صاحب فضيلة ليست في ملامحه فضيلة .. و مكتب الأمين قد أصبح عنواناً للرشاة .. و مالنا السائب أخرج مـُـعلمين في النهب دهاة .. أو إقراء عن الفتاوي التي تـُـحلل كل قبيح و تـُـحرم ما فيه كرامة للإنسان 
إقراء ثم تعال ننتشي هرباً ....

المصدر /  

مدونة أبو إبراهيم

http://goo.gl/qkyD9