السبت، 2 يونيو 2012

بكـائيـات


بكـائيـات


بعدَ عقودٍ .. مرضَ الكلبُ زعيمُ الثورةِ
و استبشرنا نحنُ الشَّعبُ أخيراً
و فتحنا المذياعْ
قُـُـطعَ البث .. و عادَ البث .. عادَ البث .. و قطع البث
و بعد قليل كان مذيع السلطة ينبح مثل العادة في المذياع
ماتَ الكلب .. زعيم الثورة .. ماتَ الكلب
و أصبح إبن الكلب رئيسا بالإجماع
وإبن الكلب
بات رمزاً للممانعة و الصمود .. قاهراً للصهاينة
إستلم كل تلك الألقاب .. دون أن يـُـطلق تجاه العدو صرخة واحدة
لكن عندما ثار الشعب .. كان رده .. مؤامرة .. ولا سبيل لوقف المؤامرة إلا هتك الأعراض .. وقتل أطفال .. و التعهد بألف مجزرة .. وليست نهاية القصة مجزرة الحولة .. إنما هي بداية القصة .. قصة إبن كلب خلف عن أبيه حـِـدة السـِـعار
ثم إننا قد تعودنا أن نبكي على ضحايا مجزرة .. فتأتي أخرى .. ثم نبكيها لننسى الأولى .. حلقتنا مليئة بدموعٍنا الكاذبة
---
رمز العروبة والصمود و الممانعة .. عروبته عاهرة .. تنام في إيران و تستيقظ في جنوب لبنان
وعروبتنا نحن تنام في البنتاجون .. ولم تخرج حتى الأن
وما بين عاهرته و عروبتنا خيط رفيع ليس به شرف .. ولم ينقطع بعد .. لأن الإثنان أمهم واحدة .. وكل فاجر يصفع .. يدعي الأبوة
---
رمز الصمود .. صموده دائماً على الذل .. تـُـحركه إيران ذات اليمين .. وتـُـحركه روسيا ذات الشمال .. وهو صامداً بلا إعتراض
وما ظهر بطشه إلا على أجساد الأطفال و الثكالى و النساء .. والقاعدون من الرجال .. وكل الشعب إلا من ركع له .. ولم يركع له إلا إبن زانية أو مـُـكرهاً يسجد له في العلن .. وفي السر يـُـدرك أن زعيمه " إبن الكلب "
---
أما الأعراب .. والعاربة .. و المستعربة .. في صمت .. في قنوط .. في دعاء .. في بكاء .. كأنهم سـُـكارى وماهم بسكارى .. لكنه الخضوع وإنتظار الأمر من أمريكا أن يخرج الجميع من مساجدهم
فلم تأذن أمريكا حتى الأن بأكثر من القنوط و الدعاء .. و حتى تأذن بالشجب و الإستنكار سيستمر القنوط .. ثم لا يستجيب الله .. لأن أول شروط الدعاء أن يتطهر الأعراب .. والأعراب اليوم في نجسهم قابعون
قد طالت دقونهم حتى حـُـطت بين أصابع أمريكا .. تـُـحركها كيفما تشاء .. تـُـرخيها عندما تـُـريد .. تشدها إليها وقتما تـُـريد .. والأعراب لا حول لهم إلا أن يـُـسلمو لها .. فدقونهم بين يديها .. ونفطهم بين فخذيها
---
أين ما نظرت وجدت الكل يتحمل وزر دماء الشام .. قد إنتشرت في كل مكان
حتى على ثوبي أنا .. وثوبك .. وثياب الجميع .. بقعة من تلك الدماء .. بقعة تصرخ " لعنكم الله أجمعين " .. قوماً لا وزن لهم إلا كناعقين
فسلام عليكي يا شام
وسلام على الأوصال المتناثرة في كل مكان
وسلام على العروبة التي فـُـضت بكارتها بمباركتنا .. و تعرت أمام الجميع ينهشها السيارة .. ثم نطوف بها لنطرق كل بيت
وسلام على الإسلام الذي أصبح كالغريب .. كالغراب تنعق الطوائف كلها أنها منه و إليه .. وما هم إلا من رذيلة لرذيلة .. يتسترون بالمظاهر حتى لا تـُـرى الحقيقة .. والحقيقة أنهم أشد كفراً و نفاقاً
وسلام على الشرف الرفيع .. فقد تأذى و جـُـرح و إندثر .. ودفناه بلا حزن .. حتى أصبحنا أمة بلا شرف
سلامً على فاطمة .. و الحسن و الحسين .. و علي .. آل بيتٍ أطهر من أن ينتسب إلى حبهم .. كل فاجر .. وكاذبً لقيط .. يتلحف بالسواد و قلبه أشد .. يتعبد الله بالحقد و الكره .. كأنهم قطيع تقوده ضباع .. كل هذا ليحمون " إبن كلب "
سلام على معاوية .. لم يحذف إسم الله من الشهادة .. لم يقل " لا إله إلا معاوية " .. لم يضع صورته ليـُـجبر الناس على السجود له .. لم يقتل طفلاً رضيع .. لم يهتك عرض مسلمة .. لم يكن أبداً وضيع .. كزعيم القطيع الذي ينهش جسد الشام .. كأنه مسعور ولا يشتد سعاره إلا على المستضعفين
سلام على الفاروق .. الذي فتح بلاد فارس ليدخل نور الإسلام إليها .. لكن ذلك النور ما إستطاع أن يملء القلوب السوداء الحاقدة حتى الساعة .. قلوبً تئن .. دموعً كاذبة .. تلعن عمر .. وتبني لقاتله ضريحاً يـُـطاف إليه
سلام على مبداء " التقية " .. والتظاهر بالسـِـلم و المحبة و التعايش .. ها قد زال القناع بالفجور .. ثم إكتشفنا أنه ما ستر خلفه إلا وجيه كارهة و ضمائر خربة .. ضننا بها خيراً فخاب ضننا .. حينما إتضح أن القوم ليس في عـُـرفهم إلا الفجور في الخصومة
( اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً .. واجعلهم طرائق قددا .. و لا ترض الولاة عنهم أبدا .. فإنهم دعونا لينصرونا .. ثم عدوا علينا فقتلونا )
سلامً على المذاهب الأربعة .. والجعفرية .. قسم أتباعها إسلامنا إلى خمس .. كل قسم إنقسم بدوره إلى ألف .. حتى غدى كل وضيع مـرشداً .. وكل سفيه داعية .. ووسيلة الثبات على الحق هي التكفير .. والجنة إنقسمت لإنقسامهم إلى ألف جنة .. لكل طائفة منهم جنتها .. والنار مثواهم أجمعين .. إلا قليل
سلام على علماء ربانيين .. إرتدى ردائهم اليوم زبانية .. فنشروا الخنوع كأساسً للعبادة .. و الخضوع لتمام التوحيد .. فشاهت وجوه تسجد رياءً .. وتنشر من العلم ما يـُـوقد الجهل
المال عندهم يفيض .. ولا نـُـصحً يـُـقدموه إلا الزهد .. القتل في الأمة ينتشر .. ولا سلوى يـُـقدمونها إلا الصبر .. ولا يظهر من تحت ثوب المـُـستبد إلا لحاهم .. ليرفعونه أمامنا كإله .. ثم يأمرون بأن لا نـُـشرك به أحداً .. لكي لا يغضب الله
سلامً على كل قطرة دم نزفت في الشام .. كتبت بطهرها ميلاد عـُـهر الطاغية .. وأعلنت في وضوح موتنا
سلامً على أمة الإسلام عندما كانت كالجسد الواحد .. فها قد تداعت كل أجزائنا ولم يشتكي أحد
قد غدونا اليوم سواسية .. كأسنان المشط .. نصفع بعضنا بعضاً .. ويركبنا كل طاغية .. يجمعنا كل شيء .. ويـُـفرقنا غبائنا
طغاتنا بدورهم سواسية .. كمثل الكلب الذي ما إن فارقت روحه حتى إمتطى كرسيه إبن الكلب
سواسية .. نتشارك وزر المجزرة .. الساكتون عنها كالشامتون بها .. كلاهما .. وكلنا إلى المزبلة

المصدر: 
http://goo.gl/tsTjp