الاثنين، 11 يونيو 2012

تعالوا نتفاخر .. ويزدري بعضنا بعضً



كثيراً من أبناء القبائل يتفاخرون بإنتسابهم إلى قبائلهم .. 
وتلك الثقافة التفاخرية شملت أيضاً الحضر حينما بدأوا في ا
لتفاخر بإنتسابهم إلى العوائل العريقة .. بينما ذهب بعضهم للبحث
 جدياً عن أصلاً له يجمعه بقبيلة ما تأويه

ولا أعتقد أن ثقافة كهذه تنشاء إلا عندما يكون الواقع مـُـزري ..
 كنوع من
التعويض لا أكثر
فالتفاخر بالقبيلة أو بالنسب .. أن يتفاخر شخص بأنه إبن هذه القبيلة ..
 أو يتفاخر الأخر بأنه إبن تلك العائلة وذلك النسب ..
 حتى و إن كان نسبه يعود لآل البيت كالسادة أو الأشراف ..
 كل هذا يـُـعتبر قضية ثانوية هامشية إن كان الواقع مزدهر ..
 ويـُـعتبر أساسي بل مصيري عندما يتشوه الواقع

من قدر الله له زيارة مصر على سبيل المثال ..
 سيـُـلاحظ أن أبنائها يتصفون بروح وطنية عالية ..
 أعلى من الروح القبلية أو العشائرية ..
 بل وحتى أعلى من الدينية و المذهبية
لماذا ؟
لأن ما تم بنائه في مصر .. كالمنشآت و الكباري و الأنفاق ..
 كالمستشفيات و المراكز و المدارس ..
 كل شيء و في أي مجال يتم بنائه ..
لا يتم إلا بأيدي أبناء البلد بغض النظر عن دينهم أو قبائلهم أو عوائلهم ..
 فالكل يتشارك في البناء ..
ولهذا فالجميع يحمل في جنباته روح وطنية تعلوا على ما سواها
وهذا لا يعني أنهم لم يـُـصابوا بداء التفاخر ..
إنما ذلك الداء فيهم هو قضية ثانوية تمامً ..
 موجودة نعم لكنها موجودة على الهامش

بينما هنا فالوضع مـُـختلف .. ألف قناة تلفزونية ..
و ألف موقع إلكتروني .. و ألاف القصائد ..
 والكثير جداً لا يحمل أي رسالة إلا رسالة التفاخر و التباهي و الخيلاء ..
والكل يتباهى في نفس الوقت تكثر البطالة و الفقر و الحاجة !
ما هذا التناقض الذي نعيشه ؟
ماذا قدمنا لواقعنا حتى نتفاخر ؟ .. لا يوجد
الأشمغة و الثياب التي نرتديها صـُـنعت في الخارج ..
وملابسنا الداخلية كذلك .. 
ومن يهش غنمنا و يحرسه ليس نحن إنما الوافد .. فعلام التفاخر ؟
لا يوجد في كامل الوطن بيت طين أو بيت شعر أو حتى سور متهالك 
تم بنائه بأيدي أبناء الوطن .. فعلام التفاخر ؟
لم يخرج من واقعنا مفكراً أو فيلسوفاً أو حتى عالم دين
 أضاف شيئاً إلى البشرية .. فعلام التفاخر ؟

آه .. نسيت 
هنالك أنسابنا .. وعوائلنا .. وقبائلنا .. ومذاهبنا ..
 وأشياءً أخرى لا تـُـسمن و لا تـُـغني من جوع .. هي مصدر فخرنا وعزنا !

وما زالت البطالة رغم عراقة أنسابنا .. تقسم ظهورنا
وما زال الفساد يمرح في الوطن .. رغم كثرة القبائل التي يزخر بها الوطن
وما زال الأجنبي يترفل برغد الحياة من خيرات الوطن .. تاركاً لنا تفاخرنا بلا شيء

واضح جدا أن الخلل ليس في القبائل .. وليس في الأنساب ..
وليس في حب الإنتماء أو التفاخر به ..
 إن الخلل كله في أننا لم نـُـقدم شيء يستحق الفخر ..
وإكتفينا بأن نتفاخر بأشياءً ليست من صنع أيدينا
ثم يأتي من يقول .. ( يجب أن تكون لدينا روح وطنية ..
تـُـوحد الجميع تحت راية الوطن ) .. يا أخي إتنيل على عينك
الوطنية لا تأتي بالصراخ ..
ولا تأتي عن طريق القبيلة .. أو تأتي عن طريق الولادة
فالأرحام تلد .. و المولود يـُـولد لهذه القبيلة أو تلك العائلة ..
لم يختار هو إلى أي جهة يكون .. فكيف يكون وطنياً !
المعيار الوحيد للوطنية هو بالعطاء ..
و الإنتماء للأرض يقوى و يشتد عند البناء ..
 فمن يغرس شجرة بيديه يحق له أن يتفاخر ..

خلاصة القول :
عندما يكون الواقع مزدهراً جميل ..
وعندما يتشارك الجميع في البناء بأيديهم ..
 حينها يكون كل شيء جميل حتى التفاخر
 بالأنساب و التفاخر بالقبائل سيكون حينها جميلاً
عندما يكون الواقع هو ما نعيشه اليوم ..
فنحن في الحقيقة لا نتفاخر إنما يزدري بعضنا بعضاً 

وكل إزدراء بين أبناء الأرض الواحدة .. وأنتم بخير 
 مدونة أبو إبراهيم 
http://goo.gl/SfhLS